إلي رحمة الله

1 -  العالم الداعية القائد الهندي البارز

فضيلة الشيخ السيّد أسعد المدني رحمه الله

1346-1427هـ = 1928-2006م

 

 

 

 

 

       بعد مرض لازمه طويلاً، انتقل إلى رحمة الله تعالى بمستشفى «أبولو» بدهلي الجديدة العالم الداعية القائد الهندي البارز فضيلة الشيخ السيد أسعد المدني رئيس جمعية علماء الهند وعضو المجلس الاستشاري بجامعة دارالعلوم/ ديوبند ، والنجل الأكبر لشيخ الإسلام المجاهد الشيخ حسين أحمد المدني (المتوفى 1377هـ / 1957م). وذلك في نحو الساعة الخامسة والدقيقة الخامسة والثلاثين مساءً من يوم الاثنين: 7/1/1427هـ الموافق 6/2/2006م، بعد ما بقي يُعَالَجُ في المستشفى مغمى عليه منذ أكثر من ثلاثة شهور على التوالي . فإنّا لله وإنّا إليه راجعون . وقد كان لدى وفاته في 78 عامًا من عمره بالقياس إلى التقويم الميلادي وفي 80 منه بالقياس إلى التقويم الهجري .

       وحُمِلَ جثمانه من المستشفى إلى مقر الجمعية الكائن بحيّ «آئى، تي، أو» بدهلي الجديدة ؛ حيث زاره كبار الزعماء والقادة من المسلمين وغير المسلمين ، وقدّموا التعازي إلى أنجال الفقيد وأخويه والأقارب ، وأبدوا غاية حزنهم وأسفهم على وفاته. وعلى رأسهم معالي رئيس الوزراء الهندي «مانموهن سينغ» ورئيسة حزب المؤتمر السيدة «سونيا غاندي» وكبيرة وزراء دهلي السيدة «شيلا ديكشت» ووزير القطار الهندي معالي السيد «لالوبراساد يادو» والشيخ سيد أحمد بخاري إمام المسجد الجامع الملكي الأثري الكبير ومن إليهم من الشخصيات البارزة الدينية والسياسيّة .

       وفي نحو الساعة العاشرة من اللّيلة المتخلّلة بين الإثنين والثلاثاء: 7-8/1/1427هـ الموافق 6-7/2/2006م حمل جثمانه من دهلي إلى ديوبند؛ حيث وصل ديوبند في الساعة الثالثة إلاّ عشرين دقيقة وتمّ إجراءات الغسل والتكفين في بيته «مدني منزل» الملاصق لدارالعلوم/ ديوبند من جهة «بوّابة مدني» ثم نقل الجثمان إلى محيط دارالعلوم في نحو الساعة الخامسة من صباح يوم الثلاثاء : حيث زاره خلق لايُحْصَى، وصُلِّي عليه إثر صلاة الفجر، وأمّ في الصلاة عليه الشيخ الصالح محمد طلحة السهارنبوري نجل المحدث الكبير الشيخ محمد زكريا بن يحيى الكاندهلوي رحمه الله (المتوفي والمدفون بالمدينة المنورة عام 1402هـ / 1982م) . وذلك في الساعة السابعة والعشرين دقيقة . ووُضِعَ جثمانه في قبره بالمقبرة القاسميّة الجامعيّة بجوار والده العظيم الشيخ العالم العامل المجاهد السيّد حسين أحمد المدني المعروف بـ«شيخ الإسلام» رحمه الله (المتوفى 1377هـ / 1957م) . وذلك في الساعة 8,20؛ ولكنه استمرت عمليّة وضع التراب عليه لمدة أكثر من ساعتين . وقد أُغْلِقت جميع المعاهد التعلميليه لمدة أكثر ملمعروفخ اليمية والمحلات والدكاكين التجارية في ديوبند ذاك اليوم حزنًا على وفاته ومشاركة في الصلاة عليه ودفنه. وقد حضر الصلاة عليه نحو مائة ألف من المشايخ والعلماء والدعاة والزعماء والقادة والوجهاء والجماهير المحتشدة من داخل ديوبند وخارجها من المناطق المجاورة التي أغلقت فيها جميع المدارس والمعاهد الإسلامية حدادًا على وفاته وإهداءً للثواب له بتلاوة القرآن الكريم ودعاءً له وزيارة لأهله بديوبند لتقديم التعازي إليهم.

       واستمر توافد الزعماء الحكوميين والسياسيين إلى جانب العلماء والدعاة والمشايخ وعامّة الشعب المسلم من المناطق المجاورة ومن أرجاء الهند إلى ديوبند عبر أكثر من أسبوع لمشاركة أهله الحزن والألم وتقديم التعازي إليهم . وظلّ الحزن يخيّم على ديوبند ، وعلى المناطق المجاورة خصوصًا وعلى الهند عمومًا لنحو أسبوع . ولايزال الحزن يعمل في قلوب المسلمين في الهند وقد مضى على وفاته لدى كتابة هذه السطور نحو أسبوعين.

       وساهمت شرطة المديرية ورجال من القطاعات الإدارية بالمديرية في تنظيم المرور والسيطرة على الفوضوية الناجمة من شدة الزحام لدى الصلاة عليه ولدى تشييع الجثمان إلى المقبرة ولدى وضعه في القبر وتوريته .

       لقد كان الشيخ السيد أسعد المدني رحمه الله عالما وداعية ومصلحًا ممتازًا وإلى جانب ذلك كان قائدًا محنكا فارع القدم مدافعًا قويًّا عن علمانية البلاد التي تضمن المساواة في الحقوق والواجبات الوطنية بين الأقلية والأكثرية أي بين جميع الطوائف في البلاد. كان يتمتع من بين القادة المسلمين المعاصرين لدى الحكام والزعماء الهندوس الممسكين بزمام الحكم في البلاد ، بنفوذ لم يكن نصيبَ أيّ من القادة المسلمين اليوم . فكان له ثقل كبير ، وكانت كلمته مسموعة، وكان نداؤه محفيًّا به لدى الحكام وقادة البلاد ؛ فكان لذلك خير سند للمسلمين في هذه الأيام العصيبة التي كَهْرَبَ الطائفيون من الهندوس البلادَ كلَّها بالكراهية ضد الشعب المسلم ، والتي خسرت فيها الأمة المسلمة الهندية القادةَ الذين كانوا من الطراز الأول ممن شهدوا حربَ تحرير الهند وساهموا فيها .

       لكون الشيخ المدني رحمه الله متّكئًا على علمانيّة الدستور في كل من المواقف ، كان ناطقًا مؤهلاً باسم الشعب المسلم لدى الزعماء الهندوس ، ولكونه يكسب ودّ عدد وجيه من الزعماء العلمانيين من غير المسلمين ، كان يكسب في كثير من المواقف نجاحًا لم يكسبه غيره من القادة المسلمين المستندين إلى مجرد الحماس والعاطفيّة فيما يتعلق باستعادة الحقوق، وتحقيق المطالب، والمطالبة بالمساواة في الحقوق، ومكافحة الاضطرابات الطائفيّة، وإدانة المفجرين لها، ومساعدة المتضررين منها، وما إلى ذلك .

       ولذلك كان يقود – كلما تمسّ الحاجةُ – مسيراتِ احتجاجات وحركات ذات العدد الذي لايحصى في دهلي وفي غير دهلي . وكان يضغط بذلك على الحكومة والزعماء المعنيين ضعطاً مثمرًا، ويحقق المطالب المنشودة للمسلمين .

       وبوفاته رحمه الله يشعر المسلمون حقًّا بخسارة لاتُعَوَّض، ولاسيّما فيما يتعلق بالدفاع عن قضايا الشعب المسلم الهندي والمطالبة بحقوقهم التي هُضِمَت أو أُعْطِيت منقوصة أو مخدوشة ، وأيضًا فيما يتعلق بالوقوف بقوة وضغط بالغين بجانب القضايا الإسلامية في كل مكان . فقد كان يتمتع بحكمة عملية وتعقّل قياديّ ينقصان غيرَه من القادة المسلمين الهنود المعاصرين . ومن هنا لايوجد بينهم من يشقّ غباره أو يدانيه في القيادة الناجحة بالمجموع.

       على حين إنّه لم يكن مجردَ قائد سياسيّ ، وإنما كان أصلاً عالماً داعيةً مربّيًا مصلحًا، وشيخًا له عدد واسع من المريدين في أرجاء البلاد . وكان قوّامًا صوّامًا ، مواظبًا على صلاة الليل والناس نيام ، وكان يعتكف العشر الأواخر من رمضان دونما انقطاع ، فكان يعتكف معه في جامع دارالعلوم/ ديوبند مئات من الناس كانوا يتوافدون إلى ديوبند خصيصًا لذلك.

       وكان له حبّ متجذّر في قلوب الشعب المسلم الهندي ولاسيما في المنطقة الغربية الواسعة من ولاية أترابراديش ، فكانت الجماهير تفرش له القلوب والعيون. وكان هذا الحبّ مزدوجًا ؛ حيث كانوا يحبون والده العظيم الشيخ الكبير المجاهد السيد حسين أحمد المدني رحمه الله ومن بعده أحبّوا نجله الأكبر الشيخ السيد أسعد المدني كما يحبون جميع أفراد أسرته.

       وكان له نفوذ كبير في المدارس والجامعات الإسلامية الأهلية في شبه القارة الهنديّة ؛ ومن هنا حزنت عليه حزنًا جمًّا لم تحزن مثله على عالم وداعية مات في العصر الأخير. لأنّه كان دائم التواصل معها يعايش قضاياها ، ويحلّ مُعَقَّداتها ، ويطالب الحكومة دائمًا بعدم المساس بها ، وينادي ضد الطائفيين من الهندوس الذين يهتفون ضدّها ويشوّهون سمعتها ، ويصفونها بأنها مقر للإرهابية و محضن لتفريخ الإرهابيين .

       وكان يخافه الفرق المنتمية إلى الإسلام ، المنحرفة من وسط الجادّة ، المتأرجحة يمينًا أو شمالاً، المؤمنة بالتطرف ، والعاملة على تقزيم السلف الصالح ، والموغلة في سبّ الصالحين ، وتكفير القطاع العريض من المسلمين ، أو تشريكهم أو تبديعهم . كانت هذه الفرق كلها بأشكالها تهابه هيبةَ الإنسان للأسد ؛ لأنّه كان يهجم عليها في أوكارها هجوم الجراد المنتشر، بضغطه الفاعل، وجهده المتصل ، ونفوذه الكبير، وثقله الواسع ، وبالحشد الكبير من أتباعه ومحبيه الذين لايُحْصَون. فكان بذلك يتم التقليل من غلوائها أو وضع الحدّ التامّ لنشاطاتها الهادمة .

       وقد كان سيفًا مسلولاً ضدّ القاديانية – على شاكلة مشايخه السلف من علماء ديوبند – في العهد الأخير ، نظّم لمكافحتها مؤتمرات و ندوات في شتّى المدن والقرى بالهند ، وشارك في عدد منها عُقِدت في باكستان وبريطانيا ، كما عقد في رحاب جامعة ديوبند مؤتمرًا حافلاً شارك فيه إلى جانب علماء ودعاة الهند عددٌ من علماء السعودية وعلى رأسهم معالي الدكتور عبد الله عبد المحسن التركي حفظه الله، الذي كان أيّامئذ مديرًا لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض والدكتور عبد الحليم عويس المصري الذي كان آنذاك أستاذًا بالجامعة والساعد الأيمن لمعالي الدكتور التركيّ .

       وتمخضّ المؤتمر عن إنشاء قسم خاصّ بجامعة ديوبند باسم «قسم صيانة ختم النبوة» لمكافحة القاديانية بشكل متصل دائم مستقل ولإعداد كوادر تعمل في هذا المجال منقطعة إليه . وخَرَّج القسم كثيرًا من المؤهلين للعمل في هذا المجال عن ثقة وقوة. كما نَظَّم ولايزال يُنَظِّم حفلات وتجمعات لتوعية المسلمين السذّج بخطر القاديانية، كما يقوم العاملون في القسم بجولات وزيارات للمناطق المنكوبة بسمّ القاديانيّة .

       وقد أدّى – رحمه الله – دورًا مشكورًا في النهوض بجامعة دارالعلوم/ ديوبند ، بعد ما آل أمرها إلى إدارة جديدة لمحاولاته هو التي كان فيها ساعده الأيمن معلم العربية العبقري وخادمها الوفي الشيخ وحيد الزمان القاسمي الكيرانوي – رحمه الله – (المتوفى 1415هـ / 1995م) الرئيس المساعد السابق لجامعة ديوبند . وشهدت الجامعة على عهد الإدارة الجديدة – التي كان الشيخ المدني مشرفًا عمليًّا عليها وكان الشيخ وحيد الزمان طوال سنوات محركاً أساسيًّا لها – تطوّرات مدهشة بشطريها الإداري والتعليمي وانتعاشًا كبيرًا في شطرها البنائيّ ؛ حيث تمّ إنشاء عدد من المباني الكبيرة والصغيرة بما فيها المسجد الجامع الكبير، تُمَثِّل واجهةً تقدميّةً بارزةً للجامعة ، وتنطق بالنهضة الواقعية التي حدثت في الجامعة والتي لاتزال مظاهرها وثـّابة إلى الأمام .

       وامتاز – رحمه الله – بين معاصريه من العلماء والقادة والدعاة بالجمع بين التحركات السياسيّة وبين الصلاح والتدين ؛ وبين الاحتكاك المتصل المكثف بالجماهير المسلمة وبين الانقطاع إلى التلاوة والعبادة؛ وبين الاجتماع بالساسة والقادة وبين التواصل الرابح مع المشايخ والعلماء والدعاة والمفكرين الإسلاميين ؛ وبين حياته كعالم عامل وبين حياته كنشيط في الخدمة الاجتماعية والوطنيّة. وهذا عمل صعب لحدّما إلاّ على من يحالفه التوفيق ويُوْلَد مجبولاً على التوفيق بين الاهتمامات المتناقضة.

       عُقِدَت في أرجاء الهند كلّها حفلاتُ دعاءٍ وإهداءِ ثوابٍ وحفلاتُ تعزيةٍ وتأبينٍ بعدد لايُحْصَى. كما أبدى كبار العلماء والدعاة والمفكرين والمثقفين والساسة من شرائح المجتمع كلها والمذاهب الفكرية جميعها انطباعات تشف عن مدى التقدير والاحترام اللذين كان يحظى بهما الفقيد الغالي لدى الجميع . وكلهم أجمعوا بتعبيرات متعددة على أن وفاته خسارة لاتُعَوَّض .

       جزاه الله خيرًا وأجزل مثوبته وأسكنه فسيح جنّاته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان .

موجز من مشوار حياته :

1-     الاسم : الشيخ السيد أسعد المدني .

2-  اسم الوالد : الشيخ السيد حسين أحمد المدني رحمه الله المعروف بشيخ الإسلام، شيخ الحديث الأسبق بالجامعة الإسلامية دارالعلوم / ديوبند.

3-     تاريخ الولادة : يوم الجمعة 6/ ذوالقعدة 1346هـ الموافق 27/ أبريل 1928م .

4-  التعليم : تلقى مبادئ التعليم على والدته التي توفيت عنه وهو في 9/ من عمره عام 1355هـ / 1936م، وعلى والده رحمه الله . ثم على أحد المنقطعين إلى خدمة والده: المقرئ أصغر علي السهسبوري رحمه الله . ثم التحق بدارالعلوم / ديوبند ، وتلقى فيها التعليم بجميع مراحله ، حتى تخرج منها عام 1365هـ / 1946م .

5-  المشوار العملي: بعد ما تخرّج من دارالعلوم أمضى فترة بالمدينة المنورة التي كان استوطنها عدد من أعضاء أسرته ؛ حيث كان قد نزح إليها من الهند جدّه مع أفراد عائلته وأبنائه .

     ثم عُيِّن مدرسًا بدارالعلوم/ ديوبند يوم 28/ شوال 1370هـ الموافق 5/يوليو 1951م . وظلّ يقوم بخدمة التدريس لعام 1382هـ / 1962م حيث استقال منها ؛ ليتفرّغ للخدمات القيادية والأعمال التوجيهيّة التي كان موفّقًا لها.

6-  المشوار القيادي : في عام1380هـ/1960م عُيّن رئيسًا إقليميًّا لجمعية علماء الهند لولاية أترابراديش.

7-  وفي 9/ أغسطس 1963م (16/ ربيع الثاني 1383هـ) انتخب أمينًا عامًّا لجمعية علماء الهند لعموم الهند .

8-  انتخب ممثلاً بالهند لمجمع البحوث الإسلامية بالجامع الأزهر بمصر عام 1968م (1388هـ) وشارك في مؤتمراته: الرابع، والخامس، والسادس، والسابع، المنعقدة بالقاهرة في السنوات: 1968م، 1970م، 1971م، 1972م .

9-  انتخب رئيسًا لجمعية علماء الهند يوم 11/ أغسطس 1973م (18/ شعبان 1393هـ).

10-    يوم 2/ نوفمبر 1986م (28/ ربيع الأول 1407هـ) انتخب نائبَ أميرٍ شرعيّ لعموم الهند.

11-    يوم 9/ مايو 1992م (8/ ربيع الأول 1413هـ) انتخب أميرًا شرعيًّا لعموم الهند.

12-    بعد ما آل أمرُ الجامعةِ الإسلامية دارالعلوم / ديوبند إلى الإدارة الجديدة عام 1402هـ (1982م) انتخب بعد فترة قليلة عضوًا في مجلسها الاستشاري .

13-    وكان عضوًا تأسيسيًّا في هيئة الأحوال الشخصية للمسلمين لعموم منذ تأسيسها ليوم وفاته .

14-    أسّس بديوبند في مستهل مشواره الميداني العملي مصرفًا لاربويًّا حقّق ازدهارًا كبيرًا، وانتشرت فروعه في أرجاء البلاد ولاسيما في غربيّ ولاية «أترابراديش».

15-    زار مُعْظَم أقطار الهند وأرجاء العالم كلها زيارات لاتُعَدُّ حتى قالت وسائل الإعلام أكثر من مرة: إنه لايدانيه أيّ من العلماء والقادة والحكام في الهند وخارجها في كثرة الرحلات والتنقلات . وذلك ضمن أغراض دعويّة وإصلاحيّة ، ومشاركة في الندوات والمؤتمرات والحفلات ذات الأهداف المتنوّعة .

16-    مرض وفاته: في عام 1425هـ دعي من قبل المملكة العربية السعودية لحضور مناسبة غسل الكعبة المشرفة، ثم مكث وتشرّف بالحجّ والزيارة. وخلال إقامته بالمدينة المنورة ألمت به وعكة صحيّة شديدة أدخل إثرها أَحَدَ مستشفياتها، وبعد ما خفّت وطأتها رجع إلى الهند حيث أدخل مستشفى «أبولو» بدهلي الجديدة ، وخرج منه بعد مدة معافًى ؛ ولكن صحته لم تعد كاملاً إلى حالتها الطبيعيّة .

17-    وفاته: يوم السبت 5/ نوفمبر 2005م (السبت 2/شوال 1426هـ) كان عائدًا من المسجد إلى بيته بديوبند على كرسيّ متنقل فسقط عنه ، مما أصاب رأسَه جرحًا غائرًا أدّى إلى تحطّم عروق في الدماغ وإصابته بالفالج ، ونُقِل إلى دهلي فأدخل مساءً مستشفى «أبولو» وبقي فيه مغمى عليه طوال ثلاثة شهور، يزوره كل يوم مئات من الناس من شتى قطاعات المجتمع ، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة في الساعة السادسة إلاّ 25 دقيقة من مساء يوم الاثنين 7/ محرم 1427هـ الموافق 6/ فبراير 2006م .

ودفن بديوبند في نحو الساعة8 من صباح الثلاثاء: 8/ محرم 1427هـ الموافق 7/ فبراير 2006م. وصلّى عليه أكثر من مائة ألف من المسلمين معظمهم العلماء والمشايخ وطلاب علوم الدين .

18-    خلّف وراءه خمسة بنين وبنتين وأخوين ووالدتهما ، وأفراد عائلته الآخرين وعددًا كبيرًا من أتباعه ومريديه ومحبيه والمعجبين به من العلماء وطلاب العلم وعامة الجماهير المسلمة.

*  *  *

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، الهند . محرم – صفر 1427هـ = فبراير – مارس 2006م ، العـدد : 1–2 ، السنـة : 30.